نتقدم بالشكر الجزيل لموقع الحوار المتمدن على اسهاماتهم
  


  

لا للصمت

 

قوة كبيرة من قبائل الأمن الفلسطينية المختلفة والمتخالفة , تمارس عملية قرصنة سياسية , وتعتقل الرفيق احمد سعدات الأمين العام للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين , ورغم ان شارون لم يوقف مجازره بحق شعبنا ,إلا ان القيادة الرسمية , استمرت بتنفيذ الاعتقالات بحق ابناء شعبنا المناضل و باتت مسكونة بهم إرضاء أمريكا عبر تلبية الشروط الإسرائيلية التي لا , ولم , ولن تنتهي ما دمنا نتعامل معها عبر السعي لتلبيتها . ورغم هذه العملية لم يقترب شارون خطوة سياسية بل انه تقدم بدبّاباته ليحكم الحصار على مقر الرئاسة, احمد سعدات ليس وزيرا فاسدا ولا ناهبا للمال العام , انه عضو مجلس وطني وعضو مجلس مركزي وهذه حصانة له عدا عن الحصانة الأساس , وهي الحصانة الوطنية والسياسية لقائد وطني , لم يولد في ردهات فنادق الخمس نجوم وإنما على كراسي التعذيب وزنازين الشبح , وفي ميدان الكفاح الوطني , ورغم هذا يعتقل بينما يجوس العملاء خرابا في الديار , ويصول الفاسدون في كل موقع ومكان .
في الزمن العربي الرديء , يوما ما أذابوا فرج الله الحلو بالحامض , كذلك فعلو مع المهدي بن بركة , ولطالما رزح أحرار العرب في زنازين الأنظمة لكنهم ظلّوا القدوة والمثال
 



الشهيد الرفيق أبو علي مصطفى

مسيرة تكللت بالشهادة

عند رأس المثلث الجنوبي لسهل مرج ابن عامر ، ترتاح قرية وادعة ، متصالحة مع الخضرة والحياة اسمها عرابة جنين ، شقيقة عرابة سهل البطوف الجليلية ، وتطل عرابة مرج ابن عامر من تلتها على السهل لتتفتح عليها عيون الفلاحين يملؤها الفرح ، ويوشيها الندى الصباحي يستدعي المناجل للحصاد ، ويفتح في الحناجر شهية الاهازيج ، تماما كما تطل (عرابة ) الجليل على سهل البطوف الجميل ، وبينما كان الوطن مستباحا من الانجليز ، وشذاذ الافاق من الصهاينة العنصريين ، كان الفلاحون وقود الثورة وعمادها ، وكان على العلي الزبري فلاحا فقيرا يعتاش على ما تعطيه الارض من قمح وزيت ، ويعمل أوقاتا في ميناء حيفا ، هناك تعرف على الخلايا القسامية وانضم اليها ، هناك عرف طريق الحرية والخلاص ، وحمل بندقيته ليصبح مقاتلا

    لقاء مع الرفيقة المناضلة ليلى خالد

وكما اعتدتم منا على التميز والتفرد ، يفرد موقعنا صفحاته للقاء خاص مع الرفيقة المناضلة ليلي خالد .. اللقاء بينكم وبينها ، لذى يرجى مراسلتنا بالاسئلة لتوجيهها للرفيقة .. في العدد القادم

وفي خضم ثورة فلسطين الكبرى 1936 وبعد سنتين من اندلاعها وفي العام 1938 ولد طفل اسمه مصطفى من صلب ثائر اسمه علي العلي الزبري ، ومن رحم فلاحة باتت تعرف بالحاجة انيسة ، وفي كنف البساطة والانتماء الصادق للأرض والوطن ، وقيم العدل والحرية تربى مصطفى وأخوته ، تشّرب حكايات الوالدين لتشكل مركب ذاكرته الأساسي وتشكل قيمه وسلوكه . وما بلغ العاشرة من عمره حتى نكب الشعب الفلسطيني والوطن الفلسطيني بقيام الكيان الصهيوني وتشريد الشعب في أربعة جنبات الارض . وبعد عامين على النكبة وفي العام 1950 انتقل أبوعلي الى الضفة الشرقية وسكن في عمان في بيت شقيقته ، وهناك درس وهناك عمل في جبل الجوفه القريب من حي الاشرفيه ومخيم الوحدات . وخلال إقامته في عمّان انتسب الى النادي القومي الشهير " النادي الثقافي العربي" وهو ناد يضم الشباب القومي العربي ، لينتمي من خلاله في العام 1955 الى الحركة ، ويتعرف يومها على الحكيمين جورج حبش ووديع حداد .
وساهم أبوعلي بنشاط في نضال الحركة السياسي والتنظيمي والكفاحي ، سواء بتوسيع منظماتها ، أو الانخراط العملي في النشاط الميداني ضد محاولات فرض حلف بغداد على المشرق العربي والذي سقط بفعل كفاح القوى الوطنية والقومية انذاك .. ليعتقل اثر انقلاب القصر على حكومة سليمان النابلسي الوطنية ، لفترة قصيرة عام 1958 . ولم يرهب الاعتقال ( أبوعلي ) بل دفعه للاستمرار في دربه ليعتقل مرة أخرى ويحكم بالسجن لمدة 5 سنوات حيث قضى محكوميته في سجن الجفر الصحراوي مع كثير من الوطنيين والقوميين والتقدميين الفلسطينيين والاردنيين ، منهم الرفيق الشهيد وديع حداد ، ليخرج من السجن متسلحا بثقافة وخبرة نضالية أهلية لمواقع قيادية في الفرع الفلسطيني - الاردني لحركة القوميين العرب ، وقبل ان يتفرغ الشهيد للعمل الكفاحي ، عمل مراسلا في بنك الانشاء والتعمير وعمل في منجرة ومحل للزجاج وفي مصنع للكرتون كما عمل في اعمال اخرى بسيطة وقد أسهم انتماؤه للفقراء والطبقة العاملة إسهاما كبيرا في تكوين فكره وشخصيته وسلوكه ، واكسبه ذلك حسا فطريا بقضايا الكادحين وهمومهم .
وفي العام 1963 تعرف الشهيد على رفيقة عمره وكفاحة ام هاني وكان ذلك بعد تحرره من السجن مباشرة ، وتزوج منها في 23 يوليو 1964 حيث أصر الرفيق على هذا التاريخ محبة منه للقائد الخالد جمال عبدالناصر.
بعد الزواج انتقل الرفيق وأسرته الى جنين ، وسكن في الحارة الشرقية ، في بيت صغير ، وأصبح الرفيق حينها متفرغا للنضال الوطني ، غطى على ذلك بفتحه محلا تجاريا للمواد الزراعية ، ثم حوله الى مطعم شعبي للفول والحمص والفلافل ، وفي هذه الفترة قاد الشهيد منظمة الحركة في منطقة الشمال في الضفة الغربية ، حتى أعيد اعتقاله عام 1966 بعد أحداث السموع ، وبقي في السجن 3 شهور ، لينتقل بعدها الى عمّان ويعمل في مصنع للكرتون ، ثم ليعاود تفرغه للعمل الكفاحي بعد هزيمة حزيران .
بعد خروجه من الجفر ، وفي غمرة إعداد حركة القوميين العرب نفسها للكفاح المسلح ، كان الشهيد من بين أعضاء الدفعة الاولى من كادرات الحركة الذين توجهوا لقاعدة أنشاص العسكرية في الجمهورية العربية المتحدة ، لتلقي التدريب العسكري ، ويعود بعدها للوطن.
بعد هزيمة حزيران شارك أبوعلي الرفيق المؤسس والرفيق وديع حداد في تأسيس الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين بعد قرار اللجنة التنفيذية لحركة القوميين العرب بتبني اللامركزية بين الاقاليم ، وترأس الرفيق الشهيد القيادة المؤقتة للاشراف على تزويد الارض المحتلة بالكادرات المدربة والسلاح ، فقد أشرف على تهريب السلاح من سوريا الى الاردن ومنه عبر النهر الى الوطن ، كما تسلل الى الوطن مرتين لأجل اعداد وترتيب العمل الكفاحي ، ثم تابع نشاطه الكفاحي الى جانب الرفيق الشهيد وديع حداد ، كما تابع عمله القيادي خلال اعتقال الحكيم في سوريا ، وتحمل مسؤوليات كبيرة في ذلك الوقت ، وخاصة بناء الجهاز الكفاحي المقاتل للجبهة ، حيث تحمل بشجاعة ومسؤولية امتصاص الكثير من الهزات التي عصفت بالجبهة ، وقاد الشهيد قوات الجبهة الشعبية وجهازها المقاتل في معارك أيلول وأحراش جرش وعجلون عامي 1970 و 1971 ليصبح نائبا للامين العام للجبهة عام 1972 بعد المؤتمر الثالث الذي أقر استراتيجية الجبهة السياسية والتنظيمية.
واضطلع الرفيق " أبوعلي" بمهامه بكفاءة ، سواء في عضويته في المجلس الوطني ، أو المركزي التي استمرت حتى استشهاده ، وفي عضويته للجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية في فترة صعبة وحرجة . وقد شارك الرفيق في مختلف الحوارات الوطنية ، كان فعالا ومجمعا ، وقائدا ومبادرا في هذا المجال ، واكسبه ذلك احترام وتقدير كل من عرفه وتعامل معه .
وفي شهر ايلول 1999 عاد الرفيق الى أرض الوطن بقرار من المكتب السياسي للجبهة ، ليطوف كافة مناطق الضفة والقطاع ، ويزور أسر الشهداء والمعتقلين ، ويباشر عمله القيادي على المستوى الوطني والحزبي ، حيث استقبل من جماهير شعبنا استقبالا حافلا ، وتعرف الشهيد كمشارك ميداني على أوضاع الوطن عيانيا وبتفاصيله الملموسة.
وانعقد المؤتمر السادس للجبهة عام 2000 ، لينتخب الرفيق أمينا عاما لها باجماع اللجنة المركزية المنتخبة ، بعد استقالة الرفيق المؤسس من الهيئات المركزية للجبهة.
وخلال ممارسته لمهامه كأمين عام ، بعث الرفيق الهمة والنشاط في صفوف الحزب من خلال تقديم القدرة والمثابرة على العمل والمتابعة ومن خلال حضوره الشخصي كقائد وطني.
وحين اندلعت الانتفاضة المجيدة ، انخرط الرفيق فيها بكل جوارحه كقائد وطني ومشارك ميداني في الحركة الشعبية ، وظل صمودها واستمرارها وعلاج اوجاعها هاجسه الدائم حتى لحظة استشهاده.
لقد كان الرفيق الشهيد نموذجا ومثالا في البساطة متقشفا في حياته ، غير مستعرض ، وحدويا وغيورا على مصالح الفقراء، ومدافعا عن حقوقهم ، صلبا في مواجهة العدو ، حازما ومبدئيا في التعبير عن قناعاته ، باحثا عن خطوط التجميع للجهد الوطني ، ديموقراطيا ومصغ لاراء الاخرين ، غير مكابر عند ارتكاب الاخطاء ، فقد فقدنا قائدا ورمزا ، وامثولة ، لكن قوة المثال التي أعطاها في حياته واستشهاده ستبقى قصة تحكيها وتتشربها الاجيال